مقدمة

إنّ الحمد لله تعالى نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضللْ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

وبعد :

Alhamdulillah, berkat Taufiq serta Hidayah-Nya, akhirnya blog sederhana ini dapat terselesaikan juga sesuai dengan rencana. Sholawat salam semoga selalu tercurah kepada Nabi Muhammad SAW beserta keluarga dan sahabat-sahabatnya.

Bermodal dengan keinginan niat baik untuk ikut serta mendokumentasikan karya ilmiah perjuangan Syaikhina Muhammad Najih Maemoen, maka sengaja saya suguhkan sebuah blog yang sangatlah sederhana dan amburadul ini, tapi Insya Allah semua ini tidak mengurangi isi, makna dan tujuhan saya.

Blog yang sekarang ini berada di depan anda, sengaja saya tampilkan sekilas khusus tentang beliau Syaikhina Muhammad Najih Maemoen, mengingat dari Ponpes Al Anwar Karangmangu Sarang sudah memiliki website tersendiri yang mengupas secara umum keberadaan keluarga besar pondok. Tiada lain tiada bukan semua ini sebagai rasa mahabbah kepada Sang Guru Syaikhina Muhammad Najih Maemoen.

Tidak lupa saya haturkan beribu terima kasih kepada guru saya Syaikhina Maemoen Zubair beserta keluarga, terkhusus kepada beliau Syaikhina Muhammad Najih Maemoen yang selama ini telah membimbing dan mengasuh saya. Dan juga kepada Mas Fiqri Brebes, Pak Tarwan, Kak Nu'man, Kang Sholehan serta segenap rekan yang tidak bisa saya sebut namanya bersedia ikut memotifasi awal hingga akhir terselesainya blog ini.

Akhirnya harapan saya, semoga blog sederhana ini dapat bermanfa’at dan menjadi Amal yang di terima. Amin.

Minggu, 16 Mei 2010

خاتمة في أنواع الشرك أعاذنا الله وجميع المسلمين منه.

خاتمة في أنواع الشرك أعاذنا الله وجميع المسلمين منه.
* أنواع الشرك كثيرة, أحببت ذكر شيء منها, لبيان من يستحق اسم الشرك ومن هو المشرك مقابلة لما في المقدمة من بيان من يستحق اسم الولاية ومن هو الولي تتميما للفائدة, وإذا عرفت أنواع الشرك عرفت معنى قوله تعالى: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون).
* فمن إنواع الشرك: عبادة غير الله مطلقا: من الملائكة, والأنبياء كعيسى وغزير عليهما السلام, والأصنام, والشمس, والقمر, والنار, والبقر, والفروج, وغير ذلك. فهذه العبادة ركوع وسجود لما ذكر من دون الله تعالى.
* ومنها نسبة التبني إلى الله تعالى: كقول النصارى المسيح ابن الله وقول اليهودي عزير ابن الله. وقول كفار العرب الملائكة بنات الله تعالى. الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
* ومنها نسبة الصاحبة إلى الله تعالى تنزه سبحانه وتعالى عن الصاحبة والولد. (قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوا أحد).
* ومنها القول بأن الملائكة إناث فهو كفر لمخالفته النصوص القرآنية, ومن قال إنهم ذكور فهو فاسق, فالملائكة ليسوا بذكور ولا إناث, لما علم من صريح الكتاب, وصحيح السنة.
* ومنها من يقول أن الآلهة اثنان, خالق الخير وهو الله تعالى, وخالق الشر وهو إبليس, إنما الله إله واحد, والخير والشر, والسعادة والشقاء بيده ليس له شريك في ملكه, وتصرفاته.
* ومنها من يقول بالنور والظلمة, فالنور رب الخير, والظلمة رب الشر, وهاتان الفرقتان متقاربتان بالقياس.
* ومنها اتخاذ الأحبار أربابا من حيث إطاعتهم بتحليل ما حرم الله تعالى, وتحريم ما أحل الله سبحانه وتعالى. ومن أحل حراما مجمعا عليه أو حرم حلالا كذلك فقد كفر, ومن تبعه فهو كافر مثله.
* ومنها القول إن الأشياء حادثة بالطبع أو بالعلة, فذلك كفر بإجماع المسلمين إذ لا علة لوجود الأشياء إلا وجود الله تعالى, فلولا وجوده ما وجد شيء, وقال صاحب الخريدة رحمه الله:
ومن يقل بالطبع أو بالعلة * فذاك كفر عند أهل الملة
* ومنها الفلاسفة: وهم ثلاثة أنواع, الفلاسفة الدهريون وهم أول الفلاسفة لم يعترفوا بوجود الله تعالى مطلقا, والفلاسفة الطبيعيون وهؤلاء أقروا بوجود الله تعالى, ولكن جعلوا الطبيعة واسطة التصرف بالأشياء ولم يعترفوا لله بشيء من ذلك. والفلاسفة الإلهيون وهم صدقوا بجميع ما جاء به الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين إلا بثلاثة أشياء وقد نظمها بعضهم بقوله:
بثلاثة كفر الفلاسفة العدا إذا أنكروها وهي حق مثبتة
علم بجزئي, حدوث عوالم حشر لأجساد وكانت ميتة
وقد ردت هذه الفرقة على من قبلهم من الطبيعيين, والدهريين ردا كافيا حاسما وكفى الله المؤمنين القتال, أو رد ذلك حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله ورضي الله عنه في كتابه تهافت الفلاسفة, ورد على هذه الفرقة فرقة الفلاسفة الإلهيين بإنكارهم لهذه الثلاثة الأشياء, فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا.
* ومنها النظر للأسباب والوقوف عندها, كمن يقول مطرنا بنوء الكوكب الفلاني بحيث يعتقد أن المطر لم ينزل إلا بسبب نزول الكوكب في برج كذا ومنزلة كذا من المنازل الثمانية والعشرين, ولولا ذلك ما نزل المطر لما ورد في الحديث القدسي: قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بعد أن أصبح من ليلة مطيرة, (أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر, فمن قال مطرنا بنوء الكوكب فهو مؤمن بالكوكب وكافر بي, ومن قال مطرنا بفضل الله ورحمته فهو مؤمن بي كافر بالكوكب).
* ومن ذلك من يقول مطرنا بفضل البخار وإنما المؤمن من يقول مطرنا بفضل الله ورحمته فهو لا يرى إلا المسبب, ولا ينظر إلى الأسباب, فالكوكب والبخار خلق من خلق الله ليس لهما من الأمر شيء, فمتى شاء الله أنزل المطر, ومتى شاء منعه.
* وكم سنين أجدبت مع وجود الكوكب, والبخار. فإن البحار لم تجف, وبخارهم لم ينقطع, والمطر لم ينقطع في بعض البلدان سنين متتابعة على قطر دون فطر, وأرض دون أرض, تابعا لمراد الله تعالى وأمره وكم أرض منع منها الغيث مدة فإذا استسقى أهلها على وفق السنة لم يرجعوا من الصلاة إلى وقد سقوا, فهل إدير الكوكب تلك الساعة إلى مركز نزول المطر, أم سمحت الطبيعة في تلك الدقيقة بالبخار, وأعظم بينة على ذلك, وأوضح برهان من هذا القبيل قصة الرجل الذي شكا إلى النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم عدم المطر, وهلاك المواشي ورسول الله على المنبر يوم الجمعة يخطب, فرفع يده صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم ودعا, وليس في السماء قزعة سحاب, فما تم دعاؤه إلا وقد امتلأت السماء بالسحاب, وهطل المطر, ولم يزل حتى أتاه ذلك الرجل يوم الجمعة الثانية وهو يخطب على المنبر, فشكى له كثرة المطر, وهلاك المواشي وانقطاع السبل فقال رسول الله صلى تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهو على المنبر: (اللهم حوالينا ولا علينا, اللهم على الضراب والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر) فانقشع السحاب من حينه, وطلعت الشمس كأن لم يكن قبل ذلك تلك الغيوم المتكاثفة, وتلك الأمطار الترادفة فما يقول أهل الطبيعة في ذلك.
عقول كالجبال ولكن أضلها باريها (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد).
وآية نزول المطر عند خروج المسلمين للإستسقاء بعد صيام ثلاثة أيام وهم صائمون حجة ظاهرة إلى يوم القيامة, وآية مشهودة يعرفها المسلمون أمة بعد أمة. والحمد لله رب العالمين.
* ومنها تولي الكافرين. قال تعالى: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) فإذا وجد المسلم في صف الكافرين عن اختيار منه فهو كافر.
* ومنها من كفر مسلما فهو كافر, لما في النصوص النبوية, ولا يجوز لمسلم تكفير مسلم إلا إذا لم يجد له محملا يحمله على ذلك, وإلا زلت قدمه والعياذ بالله. قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه). رواه البخاري ومسلم.
وروينا في صحيحهما عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه: أنه سمع رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم يقول: (من دعا رجلا بالكفر, أو قال يا عدو الله, وليس كذلك إلا حار عليه) هذا لفظ مسلم. ولفظ البخاري بمعناه ومعنى حار رجع. والله أعلم فتكفير المسلم كفر صريح ليس له محمل فليتيقظ إخواننا المسلمون وليتحروا من ذلك.
* ومنها الإستهزاء بكتب الفقه, والحديث, والتفسير, وغير ذلك من كتب الدين, وكذلك الاستهزاء بعلماء الشريعة قولا وفعلا.
* وكذلك من تشبه بالعلماء والوعاظ والمعلمين للدين على هيئة مزرية تحضره جماعة حتى يضحكوا أو يلعبوا اسبخفافا, أو ألقى فتوى عالم, أو قال أي شيء هذا الشرع وقصد الاستخفاف فكل ذلك كفر.
* ومنها اعتقاد حلول الله تعالى من مخلوقاته, أو في شيء منها, فإنه سبحانه وتعالى منزه عن أن يحل بشيء, أو يحل فيه شيء, أو يحويه مكان, أو يمر عليه زمان. وفي الحديث (كان الله ولا شيء معه) أي قبل أن يخلق العرش والكرسي, والسموات والأرض, والأرواح والأجسام, والجواهر والأعراض وهو الآن على ما عليه كان من عدم الافتقار لشيء من مخلوقاته, بل الكل مفتقر إليه والعرش وحملته محمولون على قدرته.
* ومنها اعتقاد أنه تعالى جسم, يحصر في جهة, أو له أعضاء حقيقية من يد ورجل وغير ذلك كأجسامنا, وهو سبحانه وتعالى منزه عن أن يكون جسما ولو كان جسما لاعتراه ما يعتري الأجسام من التغير, وهو محال, (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
* ومنها كل من فعل فعلا أجمع المسلمون على أنه لا يصدر إلا من كافر, وإن كان مصرحا بالإسلام, كالمشي إلى الكنائش مع أهلها بزيهم من كساء وغيره.
* ومنها أن يلقي ورقة فيها شيء من القرآن, أو علم شرعي, أو فيها اسم الله تعالى, أو اسم نبي, أو ملك في نجاسة فهو كافر.
* ومنها أن يشك في نبوة نبي مجمع عليها لا كالخضر, وخالد بن سنان, أو في إنزال كتاب كالتوراة, أو الإنجيل, أو الزبور, أو صحف إبراهيم عليه السلام, أو القرآن الكريم, أو يشك في تكفير كل قائل قولا يتوصل به إلى تضليل الأمة, أو تكفير الصحابة, أو في حكم من أحكام الدين مجمع عليه معلوم من الدين بالضرورة أو يشك في صفة الحج, وهيئة المعروفة, وكذلك الصلاة والصوم, أو إنكار آية من القرآن, أو حرف منه, أو حكم من أحكامه, أو أدخل فيه ما ليس منه.
* ومنها من قال أنا الله ولو مازحا, أو ادعى أنه يراه بعينه في الدنيا.
*ومنها من يسمي الله تعالى على محرم كخمر استهزاء, أو نسب إلى الله عجزا أو ظلما فهو كافر, وقد ألف العلامة المحقق ابن حجر الهيتمي رضي الله تعالى عنه في المكفرات كتابا مستقلا, فمن شاء فليراجعه فإنه لا يستغني عنه طالب علم.
* ومن أشد أنواع الكفر الاستهزاء بالأنبياء وكلامهم والاستهزاء بالقرآن والقول بأنه معجز أو يدعي أنه مقتدر على التكلم بمثله وإن كلامه لو يصقل بدوام التلاوة مثل القرآن لكان مثله, أو أبلغ منه, كما يقوله بعض الزنادقة في هذا الزمان, الذين لا دين لهم وهم يتسمون بالمسلمين تخرجوا من مكاتب باريس ولندن فتغيرت صبغتهم الإسلامية بالصبغة الغربية وارتدوا ونكصوا على أعقابهم وهم كثير في البلدان الإسلامية لا سيما البلد الذي دخله الاستعمار الأجنبي. ولهم أذناب في اليمن يتشيعون فيهم وفي كتبهم فهم أئمة يدعون إلى النار يستحسنون أفعال الكافرين ويستقبحون تقاليد الدين فأبو حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل والغزالي وغيرهم من أئمة الدين, بنظرهم جهلاء بالنسبة إلى علماء الغرب بل لو تعارض حديث النبي صلى الله تعلى عليه وعلى آله وصحبه وسلم بكلام أحد علماء الغرب لقدموا كلام الغربي أعاذنا الله وجميع المسلمين من ذلك.
(ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا) وقال تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى) أي نجعله وليا لما تولاه في حياته من الضلال (ونصله جهنم وساءت مصيرا) بعد موته فأي فلاح وأي فوز وأي راحة لهم بعد هذا, ألم يسمعوا قوله تعالى: (واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون).
فمن هم الذين أنابوا إلى الله تعالى أئمة الدين أو علماء الكافرين؟, (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا؟ لا يستوون) قد باعوا الدين بالتافة اليسير وقنعوا من ذلك كله بقول أمثالهم لهم بأنهم مثقفون.
ويعتقدون في أنفسهم الحقارة إن قلدوا علماء الدين وإنه لا شرف لهم عند أهل العصر إلا باستحسان عقائد الغربيين وانتقاد عقائد المسلمين فهم كما قال تعالى: (فلما جائتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم) أي بما علموا من أمور الدنيا وعلم عقائدهم الزائفة واستحقروا علم الرسل (وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون) فهم معذبون في الدنيا ببعدهم عن الله تعالى وبمقارنتهم لكل مريد لعنه الله وفي الآخرة بالعذاب الشديد.
وهم كما قال الله تعالى (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين) ومعيشتهم في الحياة الدنيا وإن كان ظاهرها النعمة, فهم في معيشة ضنك بالنسبة إلى ما هم فيه أولياء الله تعالى من لذة الذكر قال بعضهم (لو علم الملوك ما عندنا من لذة الذكر لنزلوا عن أسرتهم ووقفوا على أبوابنا) قال تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) وقال: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم؟ ساء ما يحكمون).
فليست حياة هؤلاء المردة من الإنس كحياة الذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا موتهم كموتهم وإن الله تعالى لا يضره كفرهم ومضادة دينه بأقوالهم وأفعالهم فالعاقبة عليهم وخيمة وسيندمون حيث لا ينفع الندم (إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم).
وليس بينهم وبين هذا العذاب إلا أن يموتوا فإذا هم يشهدون كل ما توعدهم به القرآن ولا يقدرون على الفرار من الموت ومع هذا كله يدعون أنهم مسلمون وهذه أفعال المنافقين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر (بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة؟ فإن العزة لله جميعا) استبدلوا بولاية المؤمنين وأخوتهم ولاية الكافرين وأخوتهم فقد سقطوا من عين الله تعالى قال تعالى (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمين ومن يفعل ذلك فليس من الله من شيء) فهذا هو السقوط (إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير) فما أجهل هذه الطائفة الزائفة وأضل عقولهم فإن العاقل من فكر في عاقبة أمره, ودبر في تحسين عاقبته وهؤلاء لا يبالون فيما يؤول إليه أمرهم مع أنهم يعلمون يقينا أنهم من هذه الدنيا راحلون, وسيرون حينئذ عاقبة سوء فعلهم, وعقاب جرمهم اغتروا بتقلب الذين فروا في الأرض وظنوا أن ذلك هو السعادة والشرف الدائم ولم يلتفتوا إلى قول الله تعالى الذي كأنه لم ينزل إلى في هذا الزمان في مثل هؤلاء الملحدين (لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم) فالملك الذي يعقبه جهنم حلوه مر ونعمته نقمة وإن اتسع ولكن الكافرين في غفلة من هذا وإذا ماتوا انتبهوا (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) وكان الأولى بهؤلاء الذين يدعون الإسلام أن يقولوا لإخوانهم الغربيين (يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا) ولكنهم لضعف عقولهم لما رأوا اتساع ملك الكافرين قالوا في أنفسهم هؤلاء على الحق ولو كانوا على باطل ما أقرهم الله تعالى على ذلك ولم ينظروا إلى قوله تعالى: (ولا تحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خيرا لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين).فهؤلاء الأذناب أضر على الإسلام من الكافرين. وقد أهدر الإسلام دماءهم وقتلهم من أعظم القربات عند الله سبحانه وتعالى لو كانوا في بلاد إسلامية يحكمون بحكم الله وشريعته محمد بن عبد الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وإني أحذر جميع إخواننا المسلمين من مطالعة كتبهم ومقالاتهم التي ينقمون بها على الإسلام ورجال الإسلام ويشيدون بمذاهب الغربيين وآرائهم والمؤمن يزن بميزان الشرع كل ما سمع وقرا فإن رآه موافقا للشريعة الإسلامية بادر إليه قولا أو فعلا وإن وجده مغايرا لها أعرض عنه بقلبه وقالبه وإن كان له مسكة من علم الدين واستطاع أن يرد عليه بلسانه أو قلمه كما تفعله المجلات الدينية في مصر أيدها الله بروح القدس فليفعل فإن ذلك من أعظم الجهاد في سبيل الله.
وقد أخرنا النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم بظهور مثل هؤلاء الكذابين بين يدي الساعة وحذرنا منهم قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم (إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم) أخرجه أحمد ومسلم عن جابر بن سمرة حديث صحيح. ويعتقد هؤلاء الأشقياء المخذولون أنهم في أبرك الأزمان وإنهم في عصر النور والعلم ومن قبلهم من العصور الدينية كانوا في طلمة وجهل ولم يعلموا أنهم الآن في عصر الجهل والظلمة لأنه عصر الإدبار عن الله تعالى والإقبال على الدنيا وهم ذاهبون إلى الله تعالى وواصلون إلى ما أوعدهم الله بكتابه حتما وعصر العلم والنور إنما هو عصر النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فهو غرة الزمان من أول الدنيا إلى آخرها لم يسبق مثله قبله ولم يأت مثله بعده ثم عصر أصحابه ثم عصر التابعين ولذلك قال صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) وقال صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم (إن بين يدي الساعة أياما ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج) يعني القتل (ويرفع فيها العلم) يعني علم الدين أخرجه أحمد والبخاري ومسلم وهذا الزمان قد نزل فيه الجهل في كثير من الأمة المحمدية وخيم وصار له صولة ورفع العلم الديني فأصبح بعضهم مظهرين للإسلام مبطنين للكفر وضعوا السموم من مدارس باريس وروسيا وغيرهما من بلاد الكفر ثم عادوا إلى بلاد الإسلام لينشروا فيها الجراثيم القاتلة للدين التي تغذوها في تلك المدارس الملعونة ثم قاتلوا الدين والمتدينين أشد قتال وصاروا يغدون ويروحون في سخط الله ولعناته (ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا) فالخلاصة أن كل من استوحش من التقاليد الإسلامية واستأنس بالتقاليد الكفرية فهو كافر وعلى ذلك علماء الإسلام رضي الله تعالى عنهم.
وقد أخبرنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بأن آخر أمته سيكونون على نهج أعوج بقوله: (خيار أمتي أولها وآخرها نهج أعوج ليسوا مني ولست منهم) أخرجه الطبراني عن عبد الله بن علي السعيدي قال العزيزي قال الشيخ حديث صحيح. فهم شرارا الأمة إنما نهمتهم ألوان الطعام والثياب ويتشدقون في الكلام كما أخبرنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم في حديث عروة بن رويم بهذا اللفظ والمعنى رضي الله تعالى عنه.
فترى تشدقهم بالكلام بالصحف والمجلات والمؤلفات ضد الإسلام والمسلمين فهم أعداء الدين (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون) فمن استطاع أن يقاتلهم بسيفه أو بلسانه أو بقلمه فليفعل فإنه من المجاهدين في سبيل الله ومن أنصار الله (رضي الله تعالى عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون).
* ومن ذلك القرآنيون وهي فرقة في الهند ولهم أذناب في عدن تزعم أن كل ما ورد غير القرآن من السنة لا يعمل بها فهؤلاء كذبوا بالسنة فكفروا إجماعا وأن كثيرا من الأحكام لم ترد في القرآن وإنما بينتها السنة وإلا فأين أعداد الفروض الخمسة وأعداد ركعات كل فرض من فروض الصلاة في القرىن وأين بيان ماعلى الإبل والبقر والغنم وما على الذهب والفضة وعلى عروض التجارة من الزكاة؟ وكذلك ما على حاصلات الثمار وأين بيان هيئة الحج وأعماله؟.
فكثير من الأحكام لم تبينها إلا السنة فهؤلاء قد أحبوا الكفر وعشقته قلوبهم وعلقوا به ولم يدروا من أي طريق يأتون إليه لكونهم بالظاهر مسلمين فسول لهم الشيطان والهوى أن ينكروا السنة ويقروا بالقرآن لئلا يحتج عليهم المسلمون بالكفر بداهة مع كونهم جاهلين بالقرآن ولم يعلموا أن القرآن ضدهم يرد عليهم ولو كانوا عالمين بما في القرآن ما اجترأوا على إنكار السنة وكانوا سيطلبون لهم طريقا إلى الكفر غير ذلك أرادوا أن يتستروا بالقرآن وهو فضيحتهم وهو الذي أقام عليهم الحجة بكفرهم.
فليسمعوا ما نطق به القرآن ليخجلوا ويموتوا غيظا قال تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) فمن أين لهؤلاء الكفرة أن يكذبوا بالسنة وقد أمروا أن يأخذوا ما آتاهم الرسول وينتهوا عما نهاهم عنه.
وقال تعالى: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) فكلامه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم كله وحي إلهي أخبر ذلك القرآن فليستحوا منه.
وقال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) فإذا لم يكونوا ممن يتبع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فهم من الذين يبغضون الله تعالى ولا يحبونه.
وقال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) ففي جميع أفعال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وأقواله أسوة حسنة للمؤمنين لا لغير المؤمنين.
وقال تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما).
وقال تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) قال العلماء في معنى فردوه إلى الله والرسول: أي ردوه إلى الكتاب والسنة وقال تعالى: (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله) فما لهؤلاء نفروا عن الإهتداء بهديه الذي هو صراط الله؟.
وقال تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) وإن هذه الفرقة الزائغة قد عرضوا أنفسهم للفتنة التي هي الكفر والعذاب الأليم يوم القيامة. وقال تعالى: (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة) فالآيات كتاب الله تعالى والحكمة سنة رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم والآيات في الباب كثيرة.


Related Posts by Categories



Tidak ada komentar:

Posting Komentar