الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد أفضل الأنبياء وأشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فإني لما قرأت مما في كتاب نشر طي التعريف في فضل حملة العلم الشريف للإمام محمد بن عبد الرحمن الحبيشي وجدت فيه من الفوائد والمهمات ما لا يعلمه كثير من الطلاب مع أنها مما يشينهم جهله ويزينهم معرفته وذلك يعرف من عدم نشاطهم وتشميرهم في التعلم وكثرة أشغالهم فيما لا فائدة فيه.
فبمعرفة الفوائد المضمونة في هذا الكتاب عسى الله أن يجدد النشاط في التعلم لمن لم يكن هو فيه ويزيده لمن كان فيه فانطلاقا من أمر الرسول بإلقاء النصيحة في الدين رأيت أن أنشره بين الطلاب ولكن لما كان الكتاب طفح بأنواع الحكايات الواقعية والأشعار الكثيرة صار مما يمل عليهم قراءته فلخصته وحذفت منه ما عنه غنى وتركت ما لا غنى عنه من غير نقص مخل لشيء من الفوائد ولا تغيير لما عليه الأصل من العبارات خدمة للعلم وأهله راجيا من الله أن يقبل هذا العمل ويجعله خالصا لوجهه الكريم وينفعه للطالبين. آمين.
تحريرا ليلة الجمعة: 16 محرم 1426 هـ
من اعتنى باختصاره
ابن القدمين
ترجمة المؤلف
اسمه : محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن عبد الله الشهير بالحبيشي، الوصابي. ينتهي نسبه إلى مذحج من ملوك حمير.
مولده : في ذي الحجة من سنة 712 هـ.
شيوخه : أخذ العلم عن جملة من أعلام بلدته، منهم: والده القاضي العلامة وجيه الدين عبد الرحمن بن عمر الحبيشي (توفي: 780هـ)، والفقيه محمد بن عبد الملك الديداري، والفقيه عمر بن حسين بن شبيل، والفقيه أبو بكر بن جبريل، والفقيه محمد بن عمر الحضرمي – ومن شيوخ أبيه الفقيه عمر بن عبد الله بن صالح اليحيوي وغيرهم.
مكانته العلمية:
كان للمؤلف رحمه الله معرفة قوية بالقراءات والتفسير والحديث وشروحه وكذا باللغة والأدب والحكم.
وكان عالما عارفا عاملا بعلمه صالحا جامعا لأنواع الفضائل كثير الذكر والاجتهاد.
ووصفه العلامة المؤرخ عبد الوهاب البريهي في كتابه ( طبقات صلحاء اليمن)، فقال: الفقيه العلامة الإمام قدوة الصالحين بوقته، وبركتهم. وصفوة العالمين وعمدتهم، السيد الجليل الكبير الشهير جمال الدين محمد بن عبد الرحمن، أخبرت أنه ممن طابت له المحافد والمغارس، وأنارت بمصابيح علمه المساجد والمدارس.
مؤلفاته:
ذكرها ابنه المؤرخ العلامة عبد الرحمن بن محمد، فقال: ضمن ترجمته في (تاريخ وصاب):
1- صنف كتاب (البركة في فضل السعي والحركة، وما ينجي بإذن الله من الهلكة) وهو كتاب نفيس جدا، حوى جميع الفنون، من الفقه، وأصول الدين، وعلم الطب، والحديث. وخصائص النبي نظما ونثرا، ولم يسبق أحد إلى أمثاله. وقد طبع كتاب البركة بالقاهرة سنة 1354 هـ.
2- عمدة الطالب في الاعتقاد الواجب.
3- كتاب (فرحة القلوب وسلوة المكروب).
4- كتاب (التذكير بما إليه المصير).
5- كتاب (الجواهر الفاخرة فيما يسهل أمور الدنيا والآخرة).
6- نشر طي التعريف في فضل حملة العلم الشريف وهو هذا الكتاب.
7- النورين في إصلاح الدارين. وقد طبع قديما في القاهرة.
8- القصيدة الوصابية في الأخلاق والأدب. ذكره الحبشي في كتابه مصادر الفكر الإسلامي في اليمن (310).
ثم قال ابنه عبد الرحمن بعد سياق مؤلفاته: وغير ذلك من الوسائل والرسائل المنظومات، لكن لم يدون من قصائده إلا ما كان حكم أو وصية أو مدائح نبوية. اهـ.
وفاته:
قال ابنه: توفي رحمه الله ليلة الثلاثاء وقت صلاة العشاء، أول ليلة من شهر شعبان، من سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة (782هـ) رحمه الله وغفر له مغفرة عامة، ونفع ببركاته وجزاه عنا خيرا، وجمعنا وإياه في الجنة، إنه على كل شيء قدير.
*************
*********
Tidak ada komentar:
Posting Komentar