مقدمة

إنّ الحمد لله تعالى نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضللْ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

وبعد :

Alhamdulillah, berkat Taufiq serta Hidayah-Nya, akhirnya blog sederhana ini dapat terselesaikan juga sesuai dengan rencana. Sholawat salam semoga selalu tercurah kepada Nabi Muhammad SAW beserta keluarga dan sahabat-sahabatnya.

Bermodal dengan keinginan niat baik untuk ikut serta mendokumentasikan karya ilmiah perjuangan Syaikhina Muhammad Najih Maemoen, maka sengaja saya suguhkan sebuah blog yang sangatlah sederhana dan amburadul ini, tapi Insya Allah semua ini tidak mengurangi isi, makna dan tujuhan saya.

Blog yang sekarang ini berada di depan anda, sengaja saya tampilkan sekilas khusus tentang beliau Syaikhina Muhammad Najih Maemoen, mengingat dari Ponpes Al Anwar Karangmangu Sarang sudah memiliki website tersendiri yang mengupas secara umum keberadaan keluarga besar pondok. Tiada lain tiada bukan semua ini sebagai rasa mahabbah kepada Sang Guru Syaikhina Muhammad Najih Maemoen.

Tidak lupa saya haturkan beribu terima kasih kepada guru saya Syaikhina Maemoen Zubair beserta keluarga, terkhusus kepada beliau Syaikhina Muhammad Najih Maemoen yang selama ini telah membimbing dan mengasuh saya. Dan juga kepada Mas Fiqri Brebes, Pak Tarwan, Kak Nu'man, Kang Sholehan serta segenap rekan yang tidak bisa saya sebut namanya bersedia ikut memotifasi awal hingga akhir terselesainya blog ini.

Akhirnya harapan saya, semoga blog sederhana ini dapat bermanfa’at dan menjadi Amal yang di terima. Amin.

Minggu, 16 Mei 2010

نصوص الفتاوى الشرعية بكفر من انتقص الشخصية أو السنة النبوية

نصوص الفتاوى الشرعية
بكفر من انتقص الشخصية أو السنة النبوية 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أرسل رسوله محمدا  بالهدى ودين الحق وجعله أفضل الأنبياء وأشرف الخلق أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنجينا من جميع الكفر والبدع الموجبة للمقت والمحق وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الإنسان الكامل المكمل المطلق وإن أنكر ذلك المطرودون من رحمة الله من الكافرين وأهل النفاق الخبثاء الخلق اللهم فصل وسلم على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه المطيعين المحبين له إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن الدنيا وأنواعها وأجناسها في هذه العصور تطورت وتمدنت ووصلت إلى أرقى درجاتها وبلغت ما يشبه الأحلام بواسطة علوم التكنولوجي وآلاتها التي تحير الأذهان وتدهش الأفكار وحب الدنيا كما قال علماؤنا رأس كل خطيئة وقال : "فتنة أمتي المال". وقد بين الله سبحانه وتعالى شأن الدنيا في جميع أطوارها وجميع مراحل عصورها بأنها متاع قليل وبأنها غرور وفتنة وبين مثلها. ولا أذكر هنا تلك الآيات القرآنية لأنها محفوظة إن شاء الله في صدور الذين أرادوا السلامة من مفاتن الدنيا وآفاتها. ورؤوس الأموال والفلوس الآن محزونة بأيدي الكفار والفجرة في البنوك العالمية فهم المتصرفون فيها والمتسلطون عليها وهم قد عرفوا أعداء الإسلام وأتباعه فهم يصرفونها بسهولة وتيسير لأعداء الإسلام ويمنعونها المسلمين من أهل التقوى والديانة اللهم إلا من قد صار آلة لهم في جلب الأموال وتخزينها.
ولا شك لمن قد عرف التاريخ الإسلامي أن أشد الناس عداوة للمؤمنين هم اليهود والمشركون من عبدة الأصنام والصليب والمجوس الذين عبدوا الشمس والنار كما قال تعالى:  لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون . وليست النصارى المذكورة في الآية هم أهل الكريستن أو الكاتوليك الآن لأنها نزلت في نصارى الحبشة الذين أقروا بأن عيسى رسول الله وليس بابنه ولا بإله لما وفدوا على رسول الله  وقرأ عليهم سورة يس إلى آخرها فبكوا حين سمعوا القرآن وآمنوا وقالوا: "ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى عليه السلام…" كما ذكر ذلك في:

(تفسير الخازن: جـ:1/صـ:479-480).
وصف الله لين عريكة النصارى وسهولة قبولهم الحق لأن فيهم من هو معرض عن الدنيا ولذاتها وترك طلب الرياسة ومن كان كذلك فإنه لا يحسد أحدا ولا يعاديه بل يكون لين العريكة في طلب الحق فلهذا قال تعالى:  ذلك بأن منهم  يعني من النصارى  قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون  ولم يرد به كل النصارى فإن معظم النصارى في عداوة المسلمين كاليهود بل الآية نزلت فيمن آمن من النصارى مثل النجاشي وأصحابه الذين أسلموا معه.
 (تفسير الطبري: جـ: 7/صـ: 3).
حديث بشر بن معاذ قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة قوله:  ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا  فقرأ حتى بلغ  فاكتبنا مع الشاهدين  أناس من أهل الكتاب كانوا على شريعة من الحق مما جاء به عيسى يؤمنون به وينتهون إليه فلما بعث الله نبيه محمدا  صدقوا به وآمنوا به وعرفوا الذي جاء به أنه الحق.
 (تفسير ابن كثير: جـ: 2/صـ: 86).
 ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى  أي الذين زعموا أنهم نصارى من اتباع المسيح وعلى منهاج إنجيله فيهم مودة للإسلام وأهله في الجملة وما ذاك إلا لما في قلوبهم إذ كانا على دين المسيح من الرقة والرأفة.اهـ.
ومن المذاهب التي ظاهرها إسلامي وباطنها هادم الإسلام ومن مولدات اليهود والمجوس مذهب الشيعة والتشيع (1) وله حكومة مستقلة وهي بلاد إيران ولها ميزانية خاصة لترويج مذهب الشيعة في البلدان الأخرى كما هو متواتر ومشاهد، ولديها أموال طائلة باهظة في البنوك العالمية لتنفيذ هذا المشروع مشتركة مع الجمعيات الخيرية العالمية (LSM) فأنشأت مؤسسات الطباعة وحركات التأليف والنشر والتوزيع بالصور المغرية والأساليب المعجبة ومن تلك المطابع الشيعية المتكاثرة في بلادنا مطبعة الميزان ببندونج فهي المطبعة الكبرى في عالم الكتب الإندونيسية التي تنشط في إخراج الكتب الجديدة ترجمة وتأليفا وتستأجر رجال الأقلام وبلغاء البيان ليكتبوا فيما شاءت بطريق مزج الحق بالباطل وتلبيس الحقائق على أهل هذا العصر.
وقد فتحت حركة الشيعة في هذه الأيام قناعها قليلا قليلا وسعت في نشر دعايتها مستعينة بشباب النهضيين والمحمديين وعلى رأسهم جلال الدين رحمة حتى تجرأ الآن اتحاد طلاب الجامعات الإسلامية الإندونيسية (PMII) ولاية جاوى الشرقية التابعة لجمعية نهضة العلماء وصرح بإباحة نكاح المتعة معتمدا على مذهب الشيعة فلا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون.
فيا أيها العلماء الأجلاء أيها السادات الأعزاء أين غيرتكم في الله وفي شريعته المطهرة وأين أمركم بالمعروف ونهيكم عن المنكر كيف تسكتون عن أبناءكم وشبابكم المتكلمين في الدين من غير دليل ولا استفتاء منكم هل ترجون منهم عرضا قليلا من الدنيا هل تحسبون أن الرزق لا يأتي إلا من أيديهم هل تهابونهم لأنهم تلاميذ سعيد عقيل الذي قد سب النبي  بقوله إنه لم ينجح في إطفاء نار العصبية القبلية في أصحابه وبأن حديث الأئمة من قريش إنما هو مجرد هتاف أو شعار قومي لما في واقع المسلمين من تعدد مذاهبهم أكثر من ثلاث وسبعين فرقة كما زعم زعما كفريا أو نفاقيا أو شيعيا أو ما شئت أن تقول وقد رددت أقواله هذه الكفرية ولا أحكم على شخصيته بالكفر حكما باتا في الرسالتين باللغة الإندونيسية أو لأنهم أبناء عبد الرحمن واحد الشيعي (2) الضال المضل الذي قد نصبه اليهود لرئاسة جمعة إصلاح الأديان العالمية التي أسسوها لرفع مستواهم بين دول العالم ومدح الجنرال بيني مورداني بما لا تطيقه أسماعنا ولا تحتمله أيدينا ودافع عن أرسويندا في جعله نبينا محمد  الرقم الحادي عشر من عظماء الدنيا وقال بأنه ليس المهم وجود السلطة الإسلامية وإنما المهم وجود مجتمع إسلامي ونحن نقول بأهمية كليهما ووجوبهما، أو أنهم طلبة جلال الدين رحمة الشيعي الضال؟، أما تخافون الله أما تخشونه أو لا تخشون أحدا إلا الله أو لا تخافون في الله لومة لائم هل رضيتم بانتشار أبناء الزنا وكثرة المتكلمين في الدين من غير أهله أو أحببتم أن يكون أولادكم وبناتكم عرضة لنكاح المتعة الذي هو لعب ولهو ومتعة مؤقتة وإهانة للمرأة وغصب للكرامة الإنسانية وقد بلغ أصحابنا من الكياهيين في الغفلة وعدم الجدية في أمور الدين الأساسية أنهم فرحوا باجتماعهم في حفلة وليمة العرش عند بيت الشيخ رجل الثقافة الفنان مصطفى بشري برمبانج وتقبلوا منه كتابا باللغة الإندونيسية واللغة الجاوية (مكتوبة بالحروف العربية الفيكونية) بكل سرور وابتهاج ولا ندري على حساب من طبع عدد الكتاب البالغ تقريبا ألفين نسخة؟، والذي درينا أنه طبعة FATMA PERS التي يوجد مكتبها في منطقة جيكانجور جاكرتا مع أنه كتاب خلط فيه بين مواعظ العلماء وبين نصائح العقلاء الأدباء البلغاء في اللسان الإندونيسي الفقراء في العلم الشرعي الذي هو مفخرة ديننا وسبيل سعادتنا في الدنيا والآخرة ولا سبيل لنا إلى السلامة والسعادة فيهما إلا التمسك بالأحكام الشرعية والتعاليم المحمدية، والذي نرى ونشاهد من سعادة الكفار والفجار في الدنيا إنما هو استدراج وإمهال وزيادة في الذنوب والآثام لتكون حجة الله عليهم أبلغ وعذابه أكبر وأشد عياذ بالله من ذلك.
ولا يجوز لنا الاعتماد إلا على أقوال أهل العلم الشرعي كما قال تعالى:  فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ، وقال:  ولا تلبسوا الحق بالباطل ، وقال جل جلاله:  يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم ، وقال:  شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط  الآية، وقال تعالى:  واعرض عن الجاهلين ، وقال حكاية عن سيدنا موسى عليه السلام:  إني أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ، وهذه الحفلة وقعت في نهار الثاني عشر من ربيع الأول سنة 1418هـ الموافق لـ 17 جولي 1997م وقام خطيبا في ذاك الوقت أخو الشيخ الفنان مصطفى وهو الشيخ الفقيه الكاتب البليغ الحاج خليل بشري وقد أدهشتني وأنا جالس بين الحضور المشغولين بمحاسن المهرجان وزخارفها من كبار الرجال وناعمات النساء الكلمتان الخبيثتان من الشيخ خليل.
الأولى : قوله: "استعملت في هذه الساعة اللباس البدوي (نديصا)" أين وهو العمامة، فالخطيب إن قصد الاستهزاء بالعمامة التي هي من سنة رسول الله  فقد كفر ووجبت عليه المبادرة إلى التوبة وإلا فلا، ولكن لا ينبغي له التفوه بمثل هذه الكلمة الدالة على رذالة السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.
الثانية : قوله: "إن الرجال والنساء في نظرتي وفكرتي في درجة واحدة" مستدلا بقوله تعالى:  ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف  ولا يقرأ تمام الآية الذي هو حجة قاطعة عليه وهو:  وللرجال عليهن درجة  ثم قال: وهم أي الرجال والنساء في نظرة رسول الله  ليسوا في مرتبة واحدة كما قال تعالى:  الرجال قوامون على النساء  الآية، وقال : " لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" الحديث.
أقول: فكيف تجعل رأيك مقدما أو متساويا مع شرع رسول الله  فهل أنت قد تأثرت بفكرة سعيد عقيل وعبد الرحمن واحد وأمثالهما أو تنسى أو تتناسى قول الله تعالى:  يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله  وعندك كثير من كتب التفاسير أكثر مما بيدي فاقرأها أيها الشيخ الجليل المتخرج من مكة المكرمة ومن معهد الشيخ علي معصوم رحمهما الله.
وبعد يوم أو يومين من تلك الحفلة المملوءة بدعوات العلماء والصلحاء ومنهم الشيخ عبد السلام الحاجيني أقيمت حفلة موسيقية قرأت فيها الكلمات المسجوعة فضربت فيها آلات الملاهي التي هي شعار الفسقة الفجرة وحضرها نجوم السيناما من العاصمة جاكرتا وسمعت أن من بينهم بخما كافرا أو كافرة ولست حاضرا لذلك المهرجان المشئوم والحمد لله حمدا كثيرا على ذلك.
وقد كان الشيخ مصطفى بشري في إحدى نثرة (ابن سبيل) الشهرية من المنثورات الشيعية الصادرة في مدينة بكالونجان أجاب عن سؤالات صحافيها ومدح صاحب الثورة الإيرانية الخميني بأنه جامع لأشتات الفضائل التي تؤهله ليكون حامل الثورة وصاحب الإمامة ولا أدري كيف مدح رجلا شيعيا ضالا ولم يذكر ولم يشكر شيوخ أهل السنة الذين علمونا وإياه طريق السلامة والنجاة باتباع عقيدة أهل السنة والجماعة بمحبة واحترام نبينا محمد  وأهل بيته وأصحابه وخلفائه وورثته العلماء الأجلاء المخلصين الصادقين وفي مقدمتهم الخلفاء الأربعة أو الخمسة الراشدون سادتنا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن  أجمعين ونفعنا بهم في الدنيا والآخرة آمين.
ولا أطيل الكلام في هذه الأخبار المحزنة والمصائب المكمدة وأقول فيها إنا لله وإنا إليه راجعون. ووجدت في كلمات الفنان الأديب عمر خيام الذين سمعت من الثقات أنه لا يصلي الصلوات الخمس فلا يستحق أن يطلب منه الموعظة المكتوبة في ذلك الكتاب (كادو فعانتين – أو هدية العروسيين) ما هو كفر صريح أو ما يدل عليه ولا أحكم على صاحبها بالكفر لعذره أو فقد من علمه ونصحه وهو قوله: "إن البشر لا أحد منهم يستطيع أن يبلغ درجة الكمال والنبوغ حتى هؤلاء الأنبياء الذين نحبهم ونحترمهم ونعجب بهم لم يبلغوا مرتبة الكمال".
أقول: هذا كلام هوس وافتراء وجهالة ووقاحة فإن النبوة هي أفضل درجات الإنسانية وهي كمال وجمال وفضل وعطاء لا يساويها أية مرتبة ولا يساميها أية فضيلة إنسانية أخرى كالغني(3) والسخاء والشجاعة والحلم والصبر فكل هذه الأخلاق الفاضلة وأمثالها اجتمعت في النبوة، فالنبوة هي مجمع الكمالات الإنسانية وجامعة الفضائل البشرية بل في عقيدتنا المسلمين أن مسلما واحدا ولو عاصيا أفضل من ملايين الكفار المتخلقين بالأخلاق الحسنة كالأمانة والعقل والصدق ونحوها، قال تعالى:  إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به ، وقال : "لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها قطرة ماء". وقال : "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مسلم واحدا". وليس كمال الإنسان عدم الأكل والشرب وعدم النوم والنكاح فإن الميت الذي لا روح فيه كذلك والجماد أيضا كذلك.
وأما الأخبار والنصوص الواردة التي في ظاهرها أن الأنبياء عليهم السلام يخطئون أو يذنبون فقد أجاب العلماء بأنها وقعت قبل النبوة فلا تستحيل على رأي وعلى رأي استحالتها قبل النبوة فهي من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين أو أنها قصص إسرائيلية باطلة مصادمة للقواعد الدينية الإسلامية من عصمة الأنبياء عن الذنوب والآفات المنفرة.
ومن أراد البسط والاستقصاء في هذه المسألة فليقرأ وليطالع كتاب شيخنا العظيم السيد محمد بن علوي المالكي الحسني حفظه الله وأمدنا بأسراره وأنواره آمين المسمى بالإنسان الكامل، فجميع كلماته ومباحثه دائرة في هذه الموضوع والحمد لله.
وهاهنا أتحف الإخوان بالنصوص الشرعية الدالة على كفر من سب أو انتقص رسول الله  من ناحية شخصيته أو شريعته أو سنته العظيمة الكريمة لتكون تذكرة لنفسي ولمن ذكرته في هذه الرسالة ولجميع الإخوان المؤمنين المدعين أنهم من أهل السنة والجماعة (الفرقة الناجية الوحيدة بضمانة رسول الله  في الدنيا قبل شفاعته في الآخرة).
والله يهدينا وإياهم إلى سواء السبيل ويحفظنا وذريتنا من الفتن والفواحش والظلم وأهله. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه بعجل وخجل
محمد نجيح بن ميمون بسارانج
يوم الإثنين؛ 7 ربيع الثاني 1418هـ

بسم الله الرحمن الرحيم
ومما يتعين على كل مكلف أن يعتقد أن الله سبحانه وتعالى أوجد خلق بدنه  على وجه لم يوجد قبله ولا بعده مثله.
(المواهب اللدنية على الشمائل المحمدية؛ صـ:14).
عن أبي إسحاق أنه قال: سمعت البراء بن عازب يقول: كان رسول الله  رجلا مربوعا بعيد ما بين المنكبين عظيم الجمة عليه حلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه. وفي هذه المبالغة مع إظهار جمال المصطفى إبراز كمال إيمانه به لأن هذا فرع كمال المحبة الحاصلة من إدراك الحواس الباطنة وهو ما يدركه الإنسان من معنى مقام النبوة والرسالة وما قام بالمختص بها من العلوم والمعارف والرياضات والمعجزات والكرامات وحسن الأخلاق والسياسات فإذا تأمل الإنسان ذلك امتلأ قلبه حبا لأوصافه الباطنة والظاهرة وقد صرحوا بأن من كمال الإيمان اعتقاد أنه لم يجتمع في بدن إنسان من المحاسن الظاهرة ما اجتمع في بدنه والمحاسن الظاهرة آيات الباطنة ولا أكمل منه بل ولا مساوي في هذا المدلول فكذا في الدال ولذا نقل القرطبي أنه لم يظهر تمام حسنه وإلا لما طاقت الأعين رؤياه.
(هامش كتاب جمع الوسائل في شرح الشمائل؛ صـ:22)
ومما يجب اعتقاده أن نبينا  أفضل الخلق أجمعين إنسا وجنا وملكا وهذا مما أجمع عليه المسلمون، والدليل على ذلك أن أمته أفضل الأمم كما سيأتي بيانه ولا شك أن خيرية الأمم إنما هي بحسب كمالها في الدين وذلك تابع لكمال نبيها الذي اتبعته فتفضيلها تفضيل له.
(تنوير القلوب في معاملة علام الغيوب؛ صـ:35).
(تنبيه) قال أئمتنا بكفر من قال: كان النبي أسود لأن وصفه بغير صفته في قوة نفيه فيكون تكذيبا به ومنه يؤخذ أن كل صفة علم ثبوتها له بالتواتر كان نفيها كفرا.
(المواهب اللدنية؛ صـ:8)
ومن كره من النبي  شيئا كفر. (المواهب اللدنية:صـ: 10).
اعلم وفقنا الله وإياك أن جميع من سب النبي  أو عابه أو ألحق به نقصا في نفسه أو نسبه أو دينه أو خصلة من خصاله أو عرض به أو شبهه بشيء على طريق السب له أو الإزراء عليه أو التصغير لشأنه أو النفي منه والعيب له فهو ساب له والحكم فيه حكم الساب يقتل.
(الشفاء:جـ:2/صـ:214).
حدثنا محمد بن سلام قال: أخبرنا عبدة بن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله  إذا أمرهم أمرهم من الأعمال بما يطيقون. قالوا: إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ثم يقول: "إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا"، - فيه بيان أن لرسول الله  رتبة الكمال الإنساني لأنه منحصر في الحكمتين العلمية والعملية.
(فتح الباري:جـ:1/صـ:71).
اعلم أن الرسالة عطية إلهية لا تكتسب بجهد ولا تنال بكسب الله أعلم حيث يجعل رسالته ولكن الكسب في إمداد النفس لقبول آثار الوحي بالعبادات والمعاملات الخالصة عن الرياء من لوازم الرسالة وكما أن النوع الإنساني مميز عن سائر الحيوانات بنفس ناطقة هي فوقها بالفضيلة العقلية كذلك نفوس الأنبياء عليهم الصلاة والسلام تميزت عن عقول الناس بعقل هاد مهدي فوق العقول كلها بالفضيلة الربانية والمدبرة لها والمالكة عليها والمتصرفة فيها فإن النبي وإن شارك الناس في البشرية والإنسانية من حيث الصورة فقد باينهم من حيث المعنى إذ بشريته فوق بشرية الناس لاستعدد بشريته لقبول الوحي وقد أشار الله تعالى إلى جهة المشابهة من حيث الصورة بقوله:  قل إنما أنا بشر مثلكم… (الكهف:11)، وإلى جهة المباينة من جهة المعنى بقوله:  يوحى إلي…).
(الصراط المستقيم في الدين المحمدي القويم للعالم السيد إبراهيم فصيح ابن السيد صبغة الله الحيدري:صـ:21).
(كمال فضله الثابت بكتاب الله) ورد في القرآن الكريم آيات كثيرة تتضمن عظم قدره ورفعة ذكره وجليل مرتبته وعلو درجته وتشريف منزلته ، فمن ذلك قوله تعالى: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما . وهذا إخبار بمنزلة النبي  في الملأ الأعلى بأنه يثنى عليه عند الملائكة وإن الملائكة تصلي عليه ثم أمر العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه فيجتمع الثناء عليه من الله وأهل العالمين العلوي والسفلي. ومن ذلك قوله تعالى:  إنا أعطيناك الكوثر  وفي هذه الآية منقبة ظاهرة إذ عبرت عن ذلك بلفظ الماضي ولم يقل سنعطيك ليدل على أن هذا الإعطاء حصل في الزمان الماضي ولا شك أن من كان في الزمان الماضي عزيزا مرعي الجانب أشرف ممن سيصير كذلك كأنه سبحانه وتعالى يقول يا محمد قد هيأنا أسباب سعادتك قبل دخولك في هذا الوجود فكيف أمرك بعد وجودك واشتغالك بعبوديتنا يا أيها العبد الكريم إنا لم نعطك هذا الفضل العظيم لأجل طاعتك وإنما اخترناك بمجرد فضلنا وإحساننا من غير موجب. ومن ذلك أنه تعالى أقسم على ما أنعم به عليه وأظهره من قدره العلي بقوله:  والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى.
(محمد  الإنسان الكامل للسيد محمد بن علوي المالكي الحسني: صـ:204).
(الأنبياء سادة البشر) الأنبياء هم الصفوة المختارة من عباد الله شرفهم الله بالنبوة وأعطاهم الحكمة ورزقهم قوة العقل وسداد الرأي واصطفاهم ليكونوا وسطا بينه وبين خلقه يبلغونهم أوامر الله عز وجل ويحذرونهم غضبه وعقابه ويرشدونهم إلى ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة. وقد اقتضت حكمة الله أن يكونوا من البشر ليتمكن الناس من الاجتماع بهم والأخذ عنهم والاتباع لهم في سلوكهم وأخلاقهم، والبشرية هي عين إعجازهم فهم بشر من جنس البشر لكنهم متميزون عنهم بما لا يلحقهم به أحد، ومن هنا كانت ملاحظة البشرية العادية المجردة فيهم دون غيرها هي نظرة جاهلية شركية.
(مفاهيم يجب أن تصحح للسيد محمد بن علوي المالكي:صـ:206).
وكما أعظم الله تعالى شخص نبيه  بوعده له أن يرفع مقامه فوق كل مقام بقوله له:  عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا  وهذا يعني رفع شأنه  ونصره في الدنيا والآخرة أعظم – أيضا – شأن رسالته، وأعلى معجزتها الكبرى الخالدة القرآن العظيم أبد الدهر إذ يقول الله تعالى في الإخبار عن ذلك:  قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا .
(السيف المسلول في الذب عن الرسول  للدكتور عويد بن عياد بن عايد الكحيلي المطرفي: ص: 62).
واتباع رسوله  مشروطة بقبول قوله أمره ونهيه، وشرط اتباع قوله طاعته والتأدب معه بما أوجبه الله علينا من التكريم والتعظيم والتوقير والنصر الذي ألزمه الله به جميع المؤمنين وأن يحرص المؤمنين جميعا على عدم إذايته بقول ولا بفعل إذ إذايته  إذاية الله تعالى وإذاية الله تعالى موجبة للطعن والطرد والإبعاد من رحمته عز وجل.
(السيف المسلول:صـ:11).
ومهما كتب الكتاب وملئوا بطون الأسفار والمجلدات بفضائله فهم عاجزون ومقصرون في حصر جميع ما لحضرته  من الأوصاف الحميدة والخصال الطيبة الطاهرة، فهو  قد بلغ أوج الكمال الإنساني حيث اصطفاه ربه لتبليغ رسالته الإلهية فكان لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وقد أثنى عليه ربه فقال:  وإنك لعلى خلق عظيم  وقال عز من قائل:  ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك  وأمثال هذا كثيرة في أعظم كتاب وأفضل خطاب فخارج عن الطوق البشري إحصاء كمالاته بتمامها:
كملت محاسنه فلو أهدى السنا * للبدر عند تمامه لم يخسف
وعلى تفنن واصفيه بوصفه * يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف
وكلما تقدم الإنسان في الحضارة وخطا خطوة في حلبه الرقي وصعد درجة في سلم الارتقاء أدرك بقدر اتساع آفاقه الفكرية ما لمحمد  من الأيادي البيضاء على الإنسانية جمعاء.
وقد مضى على انتقال رسول الله  إلى الرفيق الأعلى أربعة عشر قرنا ولا تزال عظمته ملء القلوب والأسماع وذكراه نشيد الحياة الظامئة إلى منبع هذا الإلهام الكريم وإلى فيض هذه البطولة الفذة والعظمة الكاملة.
وإذا ذكر المسلمون هذا النبي الأمي تقديسا للرسالة التي حملها وبلغها عن الله تعالى ونشرها في الخافقين وإيمانا بسمو ما جاء به من عقيدة وتشريع فإن الإنسانية كلها لتذكر أنه رسولها الفذ الكريم البر الرحيم والعلم المفرد الوحيد مجاهدا في تاريخها الحافل المديد.
إن عظمته عليه الصلاة والسلام ليست مستمدة من عصبية أو جاه أو مال ولا من عظمة الأمة التي ظهر فيها، ولا من سمو حسبه وشرفه بل من جلال شخصيته وكمال خلقه وسعة أفقه وأنه المثل الأعلى للإنسان الكامل وأنه عاش مجاهدا ومات مجاهدا في سبيل الله، وأنه الرسول المبعوث الذي اختارته العناية الإلهية من بين الخلق ليبلغ رسالة الله إلى العالم على فترة من الرسل ضل فيها الناس وجهلوا هداية السماء التي بشر بها الأنبياء والمرسلون وترجع إلى أنه جاء بآخر الرسالات لتكون بين البشرية عامة وعقيدة الناس قاطبة وهي الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
(الإنسان الكامل:صـ:5-6)
(أو كذب رسولا) أو نبيا من الرسل أو الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فيما أتى به أو نسب إليه تعمد الكذب. قال في الإعلام: وقضية قولهم أو تكذيب نبي أنه لا فرق بين تكذيبه في أمر ديني أو غيره وهو ما صرح به العراقي وهو الأوجه لأن تكذيبه ولو في أمر دنيوي صريح في عدم عصمته من الكذب وفي إلحاق النقص به، وكلاهما كفر، ولا ينافي ذلك ما وقع من بعض العرب مما يقرب من ذلك لأنهم كانوا معذورين بقرب إسلامهم. قال في التحفة: وخرج بتكذيبه كذبه عليه، وقول الجويني إنه على نبينا  كفر بالغ ولده إمام الحرمين في تزييفه وأنه زلة (أو نقصه) بالتخفيف على الأفصح: أي أتى بما يعد نقصا في نفس رسول أو نبي من الرسل أو الأنبياء المجمع عليهم خلقا وخلقا، أو في نسبه كان يقول إنه عليه السلام ليس من قريش أو في دينه أو في صفة من صفاته (أو) حقر شأن أحد منهم كأن (صغر اسمه) أو صفة من صفاته إذا كان (بقصد تحقيره) لأنه سب له (أو) لم يكذب أحدا منهم، ولكن (جوز) رسالة أو (نبوة أحد) من الخلق (بعد) وجود (نبينا محمد ).
(إسعاد الرفيق:جـ:1/صـ:55)
(أو قال) جوابا لمن قال له افعل كذا كقص أظفارك فإنه سنة رسول الله  (لا أفعل كذا) أي كقص الأظفار في المثال (وإن كان سنة) كذا نقلاه عنهم وأقرهم الرافعي، وقال في الروضة: المختار لا يكفر إلا أن قاله (بقصد الاستهزاء) وما اختاره متعين، وكقص الأظفار حلق الرأس كما صرح به الرافعي عنهم وأقراه لكن محله إن كان في نسك وإلا فلا لاختلاف العلماء في كراهته (أو) قال (لو كان فلان نبيا) أو رسولا (ما آمنت به).
(إسعاد الرفيق:جـ:1/صـ:58).
(وكذلك يكفر من شتم) أي سب (نبيا) من الأنبياء المجمع على نبوتهم المعلومة من الدين بالضرورة (أو) شتم (ملكا) من الملائكة المجمع عليهم كذلك. قال في الإعلام: قال في الشفاء: من سب نبينا  ويلحق به في جميع ما ذكر غيره من الأنبياء المتفق على نبوتهم أو عابه أو ألحق به نقصا في نفسه أو نسبه أو دينه أو خصلة من خصاله أو عرض به أو شبهه بشيء على طريق السب أو التصغير لشأنه أو لعنه أو دعا عليه أو تمنى له مضرة أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم أو عيره بشيء مما جرى عليه من البلاء والمحنة كان كافرا بالإجماع كما حكاه جماعة وحكاية ابن حزم الخلاف فيه لا معول عليها سواء صدر منه جميع ذلك أو بعضه فيقتل ولا تقبل توبته عند أكثر العلماء وعليه جماعة من أصحابنا، بل ادعى فيه الشيخ أبو بكر الفارسي الإجماع.
(إسعاد الرفيق:جـ:1/صـ:60)
(وحاصل أكثر تلك العبارات) التي ذكرها ذانك الإمامان (يرجع إلى أن كل عقد) بفتح أوله وسكون ثانيه أي اعتقاد (أو فعل أو قول) موصوف كل واحد منها بكونه (يدل على استهانة) ممن صدر منه (أو استخفاف بالله) سبحانه وتعالى (أو) بشيء من (كتبه) المائة والأربعة المارة (أو) بأحد من (أنبيائه) وفي نسخة بخط المؤلف أو رسله، والأولى أعم (أو ملائكته) المجمع عليهم كما مر (أو) بشيء من (شعائره) جمع شعيرة وهي العلامة أي علامات دينه كالكعبة والمساجد، فقوله رحمه الله تعالى (أو معالم دينه) بمعنى الشعائر كما قاله السيوطي (أو) بشيء من (أحكامه) تعالى أي أحكام دينه كالصلاة والصوم والحج والزكاة (أو) بشيء من (وعده) بالثواب للمطيع (أو) من (وعيده) بالعقاب لمن كفر به وعصاه (كفر) خبر أن أي إن قصد قائل ذلك الاستخفاف أو الاستهزاء بذلك (أو معصية) محرمة شديدة التحريم إن لم يقصد ذلك.
(إسعاد الرفيق : جـ:1/صـ:61).
من تكلم غير قاصد للسب له ولا معتقد له في جهته  بكلمة الكفر من لعنه أو سبه أو تكذيبه أو إضافة ما لا يجوز عليه أو نفى ما يجب له مما هو في حقه  نقيصة مثل أن ينسب إليه إتيان كبيرة أو مداهنة في تبليغ الرسالة أو في حكم بين الناس أو نقص في مرتبته أو شرف نسبه أو وفور علمه أو زهده أو يكذب ما اشتهر به من أمور أخبر بها عليه أفضل الصلاة والسلام وتواتر الخبر بها عنه عن قصد لرد خبره أو يأتي بسفه من القول ونوع من السب في جهته وإن ظهر بدليل حاله أنه لم يتعهد ذمه ولم يقصد سبه إما لجهالة حملته على ما قاله أو لضجر أو سكر اضطره إليه أو قلة مراقبة وضبط للسانه فحكمه القتل دون تلعثم إذ لا يعذر أحد في الكفر بالجهالة ولا بدعوى زلل اللسان ولا بشيء مما ذكرناه إذا كان عقله في فطرته سليما إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان. وبهذا أفتى الأندلسيون على من نفى الزهد عنه .
(الإعلام بقواطع الإسلام:صـ:382).
قال عز وجل:  يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم .(البقرة:104).
كان الله جل ثناؤه قد أمر المؤمنين بتوقير نبيه  وتعظيمه حتى نهاهم جل ذكره فيما نهاهم عنه عن رفع أصواتهم فوق صوته وأن يجهروا له بالقول كجهر بعضهم لبعض وخوفهم على ذلك حبوط أعمالهم فتقدم إليهم بالزجر لهم عن أن يقولوا له من القول ما فيه جفاء وأمرهم أن يتخيروا لخطابه من الألفاظ أحسنها ومن المعاني أرقها فكان من ذلك قولهم راعنا لما فيه من احتمال معنى أرعنا نرعاك ومعنى أرعنا سمعك حتى نفهمك وتفهم عنا فنهى الله تعالى ذكره أصحاب محمد أن يقولوا كذلك وأن يفردوا مسألته بانتظارهم وإمهالهم ليعقلوا عنه بتبجيل منهم له وتعظيم وأن لا يسألوه ما سألوه من ذلك على وجه الجفاء والتجهم منهم له ولا بالفظاظة تشبها منهم باليهود في خطابهم نبي الله  بقولهم له اسمع غير مسمع وراعنا. ثم أخبرهم جل ثناؤه أن لمن جحد منهم ومن غيرهم آياته وخالف أمره ونهيه وكذب رسوله العذاب الموجع في الآخرة فقال:  وللكافرين  بي وبرسولي  عذاب أليم.
(الطبري:جـ:1/صـ:375).
قال عز من قائل:  إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر. (الكوثر).
أي إن مبغضك يا محمد ومبغض ما جئت به من الهدى والحق والبرهان الساطع والنور المبين هو الأبتر الأقل الأذل.
(ابن كثير:جـ:4/صـ:559).
قال جل ثناؤه:  يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم. يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون إن الذين يغذون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم. إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون. ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم .(الحجرات:1-5).
(قوله أن تحبط) إشارة إلى أنكم إن رفعتم أصواتكم وتتقدمتم تتمكن منكم هذه الرذائل وتؤدي إلى الاستحقار وأنه يفضي إلى الانفراد والارتداد المحبط (وقوله تعالى: وأنتم لا تشعرون) إشارة إلى أن الردة تتمكن من النفس بحيث لا يشعر الإنسان.
(التفسير الكبير:جـ:28/صـ:98).
ضرب الصحابة شاتمه  (ما وقع غرفة الكندي وعمرو بن العاص في ذلك) أخرج ابن المبارك عن حرملة بن عمران عن كعب بن علقمة أن غرفة بن الحارث الكندي  وكانت له صحبة من النبي  سمع نصرانيا يشتم النبي  فضربه ودق أنفه فرفع إلى عمرو بن العاص  فقال له: إنا قد أعطيناهم العقد، فقال له غرفة: معاذ الله أن نعطيهم العقد على أن يظهروا شتم النبي  وإنما أعطيناهم العقد على أن نخلي بينهم وبين كناسئهم يقولون فيها ما بدا لهم، وأن لا نحمّلهم ما لا يطيقون، وإن أرادهم عدو قاتلنا دونهم، وعلى أن نخلّي بينهم وبين أحكامهم إلا أن يأتونا راضين بأحكامنا، فنحكم فيهم بحكم الله عز وجل وحكم رسوله ، وإن اغتنموا عنا لم نعرض لهم. فقال عمرو: صدقت. كذا في الاستيعاب: جـ:3 /صـ:193). وأخرجه البخاري في تاريخه عن نعيم بن حماد عن عبد الله بن المبارك عن حرملة بإسناده نحوه وإسناده صحيح كما في الإصابة:جـ:3/ صـ:195).
(حياة الصحابة:جـ:2/صـ:350).
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين. رواه مسلم.
قال القاضي عياض رحمه الله: ومن محبته  نصرة سنته والذب عن شريعته وتمني حضور حياته فيبذل ماله ونفسه دونه قال وإذا تبين ما ذكرناه تبين أن حقيقة الإيمان لا يتم إلا بذلك ولا يصح الإيمان إلا بتحقيق إعلاء قدر النبي  ومنزلته على كل والد وولد ومحسن ومفضل ومن لم يعتقد هذا واعتقاد سواه فليس بمؤمن.اهـ.
(شرح صحيح مسلم للإمام النووي:جـ:2/صـ:16).
حدثنا عثمان بن أبي شيبة وعبد الله بن الجراح عن جرير عن مغيرة عن الشعبي عن علي  أن يهودية كانت تشتم النبي  وتقع فيه فخنقها رجل حتى ماتت فأبطل رسول الله  دمها.
(فأبطل رسول الله ) فيه دليل على أنه يقتل من شتم النبي  وقد نقل ابن المنذر الاتفاق على أن من سب النبي  صريحا وجب قتله. وقال الخطابي: لا أعلم خلافا في وجوب قتله إذا كان مسلما. وقال ابن بطال: اختلف العلماء في من سب النبي ، فأما أهل العهد والذمة كاليهود فقال ابن القاسم عن مالك: يقتل من سبه  منهم إلا أن يسلم، وأما المسلم فيقتل بغير استتابة، ونقل ابن المنذر عن الليث والشافعي وأحمد وإسحاق مثله في حق اليهود ونحوه، وروى عن الأوزاعي ومالك في المسلم أنها ردة يستتاب منها. وعن الكوفيين إن كان ذميا عزر وإن كان مسلما فهي ردة. وحكى عياض خلافا هل كان ترك من وقع منه ذلك لعدم التصريح أو لمصلحة التأليف ونقل عن بعض المالكية أنه إنما لم يقتل اليهود الذين كانوا يقولون له السام عليك لأنهم لم تقم عليهم البينة بذلك ولا أقروا به فلم يقض فيهم بعلمه، وقيل: إنهم لما لم يظهروه ولووة بألسنتهم ترك قتلهم. وقيل: إنه لم يحمل ذلك منهم على السب بل على الدعاء بالموت الذي لا بد منه ولذلك قال في الرد عليهم وعليكم أي الموت نازل علينا وعليكم فلا معنى للدعاء به كذا في النيل.
(عون المعبود شرح سنن أبي داود:جـ:12/صـ:17).
وفيها تعيين قتل الساب لرسول الله  وأن قتله حد لا بد من استيفائه، فإن النبي  لم يؤمّن مقيس بن صبابة، وابن خطل، والجاريتين اللتين كانتا تغنيان بهجائه مع أن نساء أهل الحرب لا يقتلن كما لا تقتل الذرية، وقد أمر بقتل هاتين الجاريتين، وأهدر دم أم ولد الأعمى لما قتلها سيدها لأجل سبها النبي  وقتل كعب بن الأشرف اليهودي، وقال: من لكعب فإنه قد آذى الله ورسوله. وكان يسبه وهذا إجماع من الخلفاء الراشدين ولا يعلم لهم في الصحابة مخالف، فإن الصديقة  قال لأبي برزة الأسلمي وقد هم بقتل من سبه: لم يكن هذا لأحد غير رسول الله  ومر عمر  براهب، فقيل له: هذا يسب رسول الله ، فقال: لو سمعته لقتلته. إنا لم نعطهم الذمة على أن يسبوا نبينا .
ولا ريب أن المحاربة بسب نبينا أعظم أذية ونكاية لنا من المحاربة باليد، ومنع دينار جزية في السنة، فكيف ينقض عهده ويقتل بذلك دون السب، وأي نسبة لمفسدة منعه دينارا في السنة إلى مفسدة منع مجاهرة بسب نبينا أقبح سب على رؤوس الأشهاد، بل لا نسبة لمفسدة محاربته باليد إلى مفسدة محاربته بالسب، فأولى ما انتقض به عهده وأمانه سب رسول الله  فهذا محض القياس ومقتضى النصوص، وإجماع الخلفاء الراشدون . وعلى هذا المسألة أكثر من أربعين دليلا.
(زاد المعاد:جـ:3/صـ:440).



Related Posts by Categories



Tidak ada komentar:

Posting Komentar