(ولا تخض) أي لا تبحث (فيما جرى بين الصحاب) من الموافقة والمخالفة، لأن البحث عنه ليس من العقائد الدينية ولا من القواعد الكلامية، وليس مما ينتفع به في الدين بل ربما أضر باليقين، فلا يباح الخوض فيه إلا للتعليم أو للرد على المتعصبين أو تدريس كتب تشتمل على تلك الآثار، وعند خوض العالم فيما وقع بينهم من المنازعة الموهمة قدحا في حقهم وإن لم يكونوا معصومين يجب عليه أن يؤول الذي ورد عنهم صحيحا بالسند المتصل متواترا كان أو لا، مشهورا أو لا.
وأما ما لم يصح وروده عنهم فهو مردود لذاته لا يحتاج إلى تأويل. والمراد من تأويله أن يصرف إلى محمل حسن حيث كان ممكنا لتحسين الظن بهم وحفظهم عن الإصرار على عمد المعاصي الموجبة للتضليل والتفسيق كمخاصمة فاطمة لأبي بكر رضي الله عنهما حين ميراثها من أبيها فتؤول على أنها لم يبلغها الحديث الذي رواه لـها الصديق من قوله e : " نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة ". فتمسكت أولا بعموم النبوة ولم يخرج واحد منهم عن العدالة بما وقع بينهم. (إنارة الدجى؛ صــ:36).
(Baca Selengkapnya...)
Tidak ada komentar:
Posting Komentar